مرحبا اعزائي..
فلم تكن القصيدة المنقولة بقصيدة عادية ولا صاحبها شخص عادي بل هو ابو البلاغة..
هو علي بن ابي طالب عليه السلام
القصيدة هي اجمل ماقرأت في حياتي من اشعار تغنى بها العرب واخذت بعض ابياتها حكم لهم .
كانت هذه القصيدة الخالدة لبطل التاريخ الاسلامي ابو الحسنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ،ففي كل بيت منها هي حكمة في حد ذاتها لتُعلم من لم يتعلم من الدنيا بعد وتختصر عليه الخبرات والمراحل العمرية..
احببت ان انقلها لكم لتقرأوها بتذوق كما تذوقتها انا وحفظت بعض ابياتها:
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنهـا***إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُـه *** وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ***ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطــنةً***حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قـــد بنيت***أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهـا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجــلٍ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــا
المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا ***والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاقٌ مطهـرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها ***والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها ***ولست ارشدُ إلا حين اعصيها
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها ***والجــار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها***والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسـل ***والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطيرتجري على الأغصان عاكفةً***تسبـحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها***بركعةٍ في ظــلام الليـل يحييها
أخوكم :رماد إنسان